بسم الله الرحمن الرحيم
الصفحة البيضاء
حياة كل واحد منا ...
آمالنا وأحلامنا ...
سنوات عمرنا ....
الشهور والأيام ..
الدقائق واللحظات ..
كتاب كبير ...صفحات كثيرة ...
سطرنا فيها فرحنا وحزننا ...
صدقنا وكذبنا ....
ترانيم الصغر ....أمنيات
الطفولة ...
أناشيد المدرسة ...
التي كنا ننشدها عن الوطن والمجد والدين ...
كلها كلها ...صفحات متتالية ...
كانت في صغرنا صفحات بيضاء ناصعة ...
كلما مرت عليها السنون ...اتسخت وتمزقت ...
غطى الغبار بعضها والبعض الآخر قد ملأه السواد ....
هذا الكتاب الكبير نحتفظ به داخل نفوسنا ...أحيانا نتأمله وأحيانا أخرى نخاف منه ..
نخشى أن نطلع على حقيقة أنفسنا ...
وربما نستحي أن نبحث بين الصفحات عن صفحة بيضاء ...
ربما ليس لدينا صفحة بيضاء ...
السواد يغطي كل الذكريات ...كل النجاحات التي حققناها في الحياة ...
الزوجة التي تزوجتها بعد لقاءات طويلة ..في ظلام الليل ...
المال الذي اغتصبته من أخيك ....
وولدك الذي يدور في الملاهي الليلة .....كيف عاش ..
ولم يعرف مكان القبلة ...
آيات حفظتها ....و نسيتها ...ثم استبدلتها بأنغام الفسق والفجور ....
مكيدة كدتها لإنسان تحسده ...فأضررت به ...
كلمات جارحة وجهتها لصديق طاهر وفي ...ففقدته ورحل عنك ...
السواد ....وما أدراك مالسواد ....
ذلك الشبح الذي يقتل الفرح في داخلك حتى وإن كنت في قمة النجاح ...
ويجعلك تواجه حقيقة نفسك الأمارة بالسوء....
ذلك الشعور المقيت الذي يجعلك تكره نفسك ....حتى وإن زينتها أمام الآخرين ...
تبقى في داخلك تمقتها وتكرهها وتتمنى ...
أن تبحث بين أوراقك المتسخة والممزقة والسوداء...
عن ورقة بيضاء ...صفحة بيضاء ناصعة ...تجعلك تحب نفسك ...
تجعلك تحب الحياة ....
ففي لحظات الضعف والألم ....تلك اللحظات التي تضيع فيها السكينة ..
وتهجرك الطمأنينة ....تتجلى أمامك الحقائق ...
تضيق عليك السبل ...
تسأل نفسك ...لماذا أنا متعب ...لماذا أعاني ....لماذا هذا الفشل ..
تبحث بسرعة في دواخلك عن ورقة بيضاء ...
صفحة بيضاء ...تذكرك ...بطهرك ونقائك وصفائك ...
صفحة بيضاء كتبت فيها كلمة طيبة ...شفيت بها قلبا مريضا ..
فرجت بها كربا ...أنقذت بها غريقا ...
صدقة تصدقتها على فقير متعفف ...
أُم ضعيفة قد هدها الكبر بررتها وأغرقتها في البر ...
ولد صالح ربيته على حب الله ورسوله ...
حسنات تتلوها حسنات ...
بعضنا قد تكون له ورقة بيضا ء واحدة يعود إليها كلما اعترته الهموم
يقرؤوها عدة مرات بشغف شديد ..
يكرر بينه وبين نفسه قائلا أنا إنسان صالح أنا إنسان طيب ...
لدي فرح أهديته لإنسان ليؤنسني ذلك الفرح في حزني ...
لدي شيء أسال به الله ليفرج عني ....
لدي شيء يذكرني الله به..
والبعض الآخر لديه الكثير من الأوراق البيضاء ...يتنقل بينها ..
كالفراشة السعيدة التي تتنقل بين زهور الحديقة ...
كلما وجدت زهرة احتضنتها بحنان ورشفت من رحيقها ...
لا تخاف أن تذبل الزهور ولا تخشى انقطاع المطر ...
فلديها الكثير من الحدائق التي تزورها كلما اشتاقت للأمن والسكن ..
الكثير من الحدائق الغناء ..
والبعض لا يملك ولا صفحة بيضاء واحدة ...
ذلك هو الشقي ...الضال ....الغارق في الضلالة ...
فإذا واجهته الآلام ودار عليه الزمن ...
بحث كالمجنون عن الصفحة البيضاء ...بلا فائدة ترجى ...
وإذا اختار أن يتوجه إلى الله ليدعوه ويستنجد به ..
وجد يديه خاليتين ...
لا حسنة ولا كلمة طيبة ولا عمل صالح ...
فهو كالسكران يدور في متاهات الحياة ...
تارة تفرحه الدنيا وترفعه إلى الأعلى وتارة أخرى
تجعله يسقط
ويسقط
ويسقط ....
والآن اسأل نفسك ..وصارحها ولا تخادعها ...
ما هي طبيعة كتابك ... ما عنوانه ....
كم صفحة خيرة ...كم صفحة طيبة ..
كم صفحة غطاها السواد ....كم صفحة ضاعت ...وتمزقت ..
هناك صفحات طيبة لكنها تمزقت لأنك اعتديت بها ..
مننت بها ...ولوحت بها في لحظة رياء وسمعة ...
هي في ميزان الناس خسيسة ..
وفي ميزان الله ضلال وشرك ..بل طريق معبد إلى النار ..
فكر وابحث ..
وإن لم تجد فلا تجزع ولا تحزن ..
ابدأ الآن واصنع لنفسك صفحة بيضاء ....ناصعة البياض ...
صفحة بيضاء لا يكتبها مَلك فتُعرف ولا يصل إليها شيطان فيدنسها ..
اصنعها من النور واجعلها تسكن في الظلام ..
لا يراها أحد ولا يعلم بوجودها أحد إلا علام الغيوب ....
ابدأ الآن مادام في جسدك قلبٌ ينبض وعقلٌ يفكر ....
فربما يأتي عليك يوم يفارقك فيه القلب والعقل ....
وتسافر ومعك الكتاب ....
لن تستطيع أن تتركه خلفك ....لن تستطيع إخفاءه ..لن تستطيع التخلص منه..
لأنه محفوظ ومسجل ومختوم ...
وفي طياته صفحاتك البيضاء ...
والسوداء أيضا ....
" ووضع الكتاب فترى المجرمين مشفقين مما فيه ويقولون يا ويلتنا مال هذا الكتاب لا يغادر
صغيرةً ولا كبيرةً إلا أحصاها ووجدوا ما عملوا حاضراً ولا يظلم ربك أحدا
الصفحة البيضاء
حياة كل واحد منا ...
آمالنا وأحلامنا ...
سنوات عمرنا ....
الشهور والأيام ..
الدقائق واللحظات ..
كتاب كبير ...صفحات كثيرة ...
سطرنا فيها فرحنا وحزننا ...
صدقنا وكذبنا ....
ترانيم الصغر ....أمنيات
الطفولة ...
أناشيد المدرسة ...
التي كنا ننشدها عن الوطن والمجد والدين ...
كلها كلها ...صفحات متتالية ...
كانت في صغرنا صفحات بيضاء ناصعة ...
كلما مرت عليها السنون ...اتسخت وتمزقت ...
غطى الغبار بعضها والبعض الآخر قد ملأه السواد ....
هذا الكتاب الكبير نحتفظ به داخل نفوسنا ...أحيانا نتأمله وأحيانا أخرى نخاف منه ..
نخشى أن نطلع على حقيقة أنفسنا ...
وربما نستحي أن نبحث بين الصفحات عن صفحة بيضاء ...
ربما ليس لدينا صفحة بيضاء ...
السواد يغطي كل الذكريات ...كل النجاحات التي حققناها في الحياة ...
الزوجة التي تزوجتها بعد لقاءات طويلة ..في ظلام الليل ...
المال الذي اغتصبته من أخيك ....
وولدك الذي يدور في الملاهي الليلة .....كيف عاش ..
ولم يعرف مكان القبلة ...
آيات حفظتها ....و نسيتها ...ثم استبدلتها بأنغام الفسق والفجور ....
مكيدة كدتها لإنسان تحسده ...فأضررت به ...
كلمات جارحة وجهتها لصديق طاهر وفي ...ففقدته ورحل عنك ...
السواد ....وما أدراك مالسواد ....
ذلك الشبح الذي يقتل الفرح في داخلك حتى وإن كنت في قمة النجاح ...
ويجعلك تواجه حقيقة نفسك الأمارة بالسوء....
ذلك الشعور المقيت الذي يجعلك تكره نفسك ....حتى وإن زينتها أمام الآخرين ...
تبقى في داخلك تمقتها وتكرهها وتتمنى ...
أن تبحث بين أوراقك المتسخة والممزقة والسوداء...
عن ورقة بيضاء ...صفحة بيضاء ناصعة ...تجعلك تحب نفسك ...
تجعلك تحب الحياة ....
ففي لحظات الضعف والألم ....تلك اللحظات التي تضيع فيها السكينة ..
وتهجرك الطمأنينة ....تتجلى أمامك الحقائق ...
تضيق عليك السبل ...
تسأل نفسك ...لماذا أنا متعب ...لماذا أعاني ....لماذا هذا الفشل ..
تبحث بسرعة في دواخلك عن ورقة بيضاء ...
صفحة بيضاء ...تذكرك ...بطهرك ونقائك وصفائك ...
صفحة بيضاء كتبت فيها كلمة طيبة ...شفيت بها قلبا مريضا ..
فرجت بها كربا ...أنقذت بها غريقا ...
صدقة تصدقتها على فقير متعفف ...
أُم ضعيفة قد هدها الكبر بررتها وأغرقتها في البر ...
ولد صالح ربيته على حب الله ورسوله ...
حسنات تتلوها حسنات ...
بعضنا قد تكون له ورقة بيضا ء واحدة يعود إليها كلما اعترته الهموم
يقرؤوها عدة مرات بشغف شديد ..
يكرر بينه وبين نفسه قائلا أنا إنسان صالح أنا إنسان طيب ...
لدي فرح أهديته لإنسان ليؤنسني ذلك الفرح في حزني ...
لدي شيء أسال به الله ليفرج عني ....
لدي شيء يذكرني الله به..
والبعض الآخر لديه الكثير من الأوراق البيضاء ...يتنقل بينها ..
كالفراشة السعيدة التي تتنقل بين زهور الحديقة ...
كلما وجدت زهرة احتضنتها بحنان ورشفت من رحيقها ...
لا تخاف أن تذبل الزهور ولا تخشى انقطاع المطر ...
فلديها الكثير من الحدائق التي تزورها كلما اشتاقت للأمن والسكن ..
الكثير من الحدائق الغناء ..
والبعض لا يملك ولا صفحة بيضاء واحدة ...
ذلك هو الشقي ...الضال ....الغارق في الضلالة ...
فإذا واجهته الآلام ودار عليه الزمن ...
بحث كالمجنون عن الصفحة البيضاء ...بلا فائدة ترجى ...
وإذا اختار أن يتوجه إلى الله ليدعوه ويستنجد به ..
وجد يديه خاليتين ...
لا حسنة ولا كلمة طيبة ولا عمل صالح ...
فهو كالسكران يدور في متاهات الحياة ...
تارة تفرحه الدنيا وترفعه إلى الأعلى وتارة أخرى
تجعله يسقط
ويسقط
ويسقط ....
والآن اسأل نفسك ..وصارحها ولا تخادعها ...
ما هي طبيعة كتابك ... ما عنوانه ....
كم صفحة خيرة ...كم صفحة طيبة ..
كم صفحة غطاها السواد ....كم صفحة ضاعت ...وتمزقت ..
هناك صفحات طيبة لكنها تمزقت لأنك اعتديت بها ..
مننت بها ...ولوحت بها في لحظة رياء وسمعة ...
هي في ميزان الناس خسيسة ..
وفي ميزان الله ضلال وشرك ..بل طريق معبد إلى النار ..
فكر وابحث ..
وإن لم تجد فلا تجزع ولا تحزن ..
ابدأ الآن واصنع لنفسك صفحة بيضاء ....ناصعة البياض ...
صفحة بيضاء لا يكتبها مَلك فتُعرف ولا يصل إليها شيطان فيدنسها ..
اصنعها من النور واجعلها تسكن في الظلام ..
لا يراها أحد ولا يعلم بوجودها أحد إلا علام الغيوب ....
ابدأ الآن مادام في جسدك قلبٌ ينبض وعقلٌ يفكر ....
فربما يأتي عليك يوم يفارقك فيه القلب والعقل ....
وتسافر ومعك الكتاب ....
لن تستطيع أن تتركه خلفك ....لن تستطيع إخفاءه ..لن تستطيع التخلص منه..
لأنه محفوظ ومسجل ومختوم ...
وفي طياته صفحاتك البيضاء ...
والسوداء أيضا ....
" ووضع الكتاب فترى المجرمين مشفقين مما فيه ويقولون يا ويلتنا مال هذا الكتاب لا يغادر
صغيرةً ولا كبيرةً إلا أحصاها ووجدوا ما عملوا حاضراً ولا يظلم ربك أحدا
0 التعليقات
إرسال تعليق